ذكر أسوان وبلاد النوبة بصعيد مصر فى منتقلة الطالبية
يسعدنى أن أنقل لكم ذكر أسوان وبلاد النوبة بصعيد مصر فى منتقلة الطالبية
تأليف : الشريف النسابة أبي اسماعيل ابراهيم بن ناصر ابن طباطبا
من أعلام القرن الخامس الهجري..
عرفت مدينة أسوان في اللغة المصرية القديمة باسم "سونو" بمعنى السوق؛ حيث كانت منطقة تجارة، ومحطة للقوافل التجارية، وقد حرّف الإغريق ذلك الاسم إلى "سين"، ثم أَطلق عليها الأقباط "سوان"، وعندما قدم العرب إليها في القرن السادس الميلادي نطقوها "أسوان".
قال المسعوديّ: ومدينة أسوان يسكنها خلق من العرب من قحطان ونزار بن ربيعة ومضر وخلق كثير من قريش وأكثرهم من الحجاز والبلد كثير النخل خصيب كثير الخير تودع النواة في الأرض فتنبت نخلة ويؤكل من ثمرها بعد سنتين ولمن بأسوان ضياع كثيرة داخلة بأرض النوبة يؤدّون خراجها إلى ملك النوبة وابتيعت هذه الضياع من النوبة في صدر الإسلام في دولة بني وقد كان ملك النوبة استعدى المأمون حين دخل مصر على هؤلاء القوم يوفد وفدهم إلى الفسطاط ذكروا عنه أنّ أناسًا من أهل مملكته وعبيده باعوا ضياعًا من ضياعهم ممن جاورهم من أهل أسوان وأنها ضياعه والقوم عبيد لا أملاك لهم وإنما تملكهم على هذه الضياع تملك العبيد العامرين فيها فجعل المأمون أمرهم إلى الحاكم بمدينة أسوان ومن بها من أهل العلم والشيوخ وعلم من ابتاع هذه الضياع من أهل أسوان أنها ستنزع من أيديهم فاحتالوا على ملك النوبة بأن يقدّموا إلى من ابتيع منهم من النوبة أنهم إذا حضروا حضرة الحاكم أن لا يقرّوا لملكهم بالعبودية وأن يقولوا سبيلنا معاشر النوبة سبيلكم مع ملككم يجب علينا طاعته وترك مخالفته فإن كنتم أنتم عبيدًا لملككم وأموالكم له فنحن كذلك فلما جمع الحاكم بينهم وبين صاحب الملك أتوا بهذا الكلام للحاكم ونحوه مما أوقفوهم عليه من هذا المعنى فمضى البيع لعدم إقرارهم بالرق لملكهم إلى هذا الوقت.