المرأة فى صعيد مصر ملحمة من التاريخ المشرف

لم يكن قاسم أمين ولا حتى رفاعة رافع الطهطاوى ولاحتى نبوية موسى ولاهدى شعراوى زوجة الزعيم سعد زغلول أول من نادا بتعليم المرأة فقد سبقهم الصعيد بقرون عديدة ليظهر لنا مدى عظمة تلك البقاع الفريدة الاخاذة للألباب حيث لم تكن المرآة الصعيدية بمنأى عن نواحى الحياة بمختلف ألوانها الثقافية والعلمية بل والسياسية ، فقد ظهرت منذ اقدم عصور التاريخ فى العصرالفرعونى والعصورالوسطى والحديثة نماذج مشرفة من تلك المناطق البعيدة .فظهرت ونبغت العديد منهن فى العلوم ويحدثنا صاحب الطالع السعيد فى ذكر نجباء الصعيد كمال الدين جعفر الأدفوي عن بعض تلك النماذج منها رقية بنت محمد بن على بن وهب القشيرى هي ابنة الشيخ العلامة شيخ الإسلام تقي الدين بن دقيق العيد. سمعت من العز الحراني بقراءة والدها، ومن أبي بكر بن الأنماطي، وابن خطيب المزة، وحدثت بالقاهرة، وسمع منها جماعة. قال الفاضل كمال الدين جعفر الأدفوي: سمعنا عليها جزءاً من سنن الكشي، وأجازت لنا ، وهي امرأة متعبدة ملازمة للخير، من بيت العلم والصلاح، توفيت - رحمها الله تعالى - يوم الجمعة رابع عشر شعبان سنة إحدى وأربعين وسبع مئة . 

وذكر بن حجر فى كنابه الدرر الكامنه رقية بنت الشيخ تقى الدين القشيري محمد بن علي بن وهب ابن دقيق العيد سمعت من العز الحراني وأبي بكر بن الانماطي وابن خطيب المزة وحدثت بالقاهرة وماتت في شعبان سنة 741هـ

كمايذكرصاحب الطالع السعيد من السيدات التى أثرن فى الحياة العلمية تاج النساء بنت عيسى بن علي بن وهب القوصية ، محدثة سمعت من أبي عبد الله بن عبد المنعم الخيمي بقراءة عمها الشيخ الإمام أبي الفتح محد القشيري في جمادي الآخرة سنة 699 هـــــ . ذكره عمر رضا كحالة - أعلام النساء في عالمي العرب والإسلام ، الجزء الأول

كذلك كماأبدعت وأشتهرت منهن المحدثات والفقيهات فى العلوم الشرعية ظهرت منهن المناضلات فىالمطالبة بحقوقهن ضد هيمنة الموظفين وشيوخ النواحى المتعاونين مع التجارالأتراك والأروبيين وتذكرد/ زينب أبو المجد أيضاً أنه لجأت النساء فى قنا فى أحوال عدة الى استخدام القنوات القانونية لمقاومة فساد البيروقراطين الاتراك ومشايخ البلاد فقدمن العرضحالات بالشكوى الى المسؤليين او المحاكم الشرعية فمثلا تطوعت( أم محمد) نيابة عن أهل قريتها الحميدية بناحية دشنا كى ترفع عرضحالا ضد شيوخ القرية الذين هاجموا الفلاحين بالتواطؤ مع الموظفين المحليين (صادرعرضحال مفتش عموم قبلى 9ربيع الاخر 1263هـ ) ؛كما كان لمشايخ القرى دوراً فى بعض الظلم الواقع على الفلاحين البسطاء فى القرى كما ذكرها أحمد رشدى فى كتابه الادب الشعبى عند حديثه على شرح قصائد ابو شادوف ص 71 نقلاُ عن كتاب هز القحوف فى شرح قصيدة ابو شادوف ( )

وقد كان رفعت مرأة اخرى من نقادة تدعى( أمينة )عرضحالا تشكوا فيه الشيخ حسن الذى أستولى على نخلات ورثتها عن أمها وتوجهت الى قوص لأحضار ما يفيد من قاضى قوص وللاسف بسبب علاقات الشيخ حسن مع المسئوليين فقدت أمينةنخلاتها( )(محكمة قنا،سجل مرافعات القضية رقم 249 ، 29ربيع الأول 1263هـ) كما حفلت سجلات المحاكم الشرعية بالعديد من القضايا التة تحكى كفاح ونضال الكثيرمن نساءءالصعيد ضد الظلم والأستبداد وكأنهن أبين إلا أن يرضعن أبنائهم الشجاعة والأقدام ورفض الظلم . ومازلت حول تاريخها (قنا) أدندن

كتبها الفقيرلمولاه / الشاذلى بن عباس الجعفرى غفرالله له ولوالديه وللمسلمين

( 1) مخطوط الطالع السعيد فى ذكر نجباء الصعيد مؤرخة سنة 741هـ قرأت على المؤلف وأجازها بخطه
( 2)مخطوط الطالع السعيد فى ذكر نجباء الصعيد مؤرخة سنة 1305هـ
( 3) مخطوط الطالع السعيد فى ذكر نجباء الصعيد مؤرخة سنة 1305هـ

( 4) الدرر الكامنه ( 5)مخطوط الطالع السعيد فى ذكر نجباء الصعيد مؤرخة سنة 1305هـ ( 6) هز القحوف فى شرح قصيدة ابو شادوف ج1 ص6 ( 7) كتاب الريف المصرى فى القرن 18 ( 8) زينب أبو المجد أمبراطوريات متخيلة